Sunday, July 24, 2016

السلطان الجديد

سلطان تركيا الجديد

اردوغان يقارن الديمقراطية بعربة النقل "القطار" ويقول ' عندما تصل الى نقطة الوصول, تنزل منه". انتهى الاقتباس

استخدم المصطلح الالماني اعادة الترتيب بعد ان احكم الحزب النازي قبضته على السلطة. تم بموجب عملية اعادة الترتيب تجريد كل الجامعات والمنظمات والنوادي الخاصة والمؤسسات القانونية من الاستقلالية ومواءمتها مع مبادئ الاشتراكية القومية (حزب هتلر) اوقمعها تماما


يبدوا ان الشي ذاته يحدث في تركيا اليوم بعد قمع محاولة الانقلاب ,التي تبدوا مفتعلة وليست انقلاب. الحاكم التركي رجب طيب اردوغان يطارد قائمة واسعة من الناس الغير مرغوب فيهم


تأسست الدولة التركية الحديثة على يد كمال أتاتورك في عام 1924، لتحل محل الإمبراطورية العثمانية، التي كانت بمثابة الخلافة الإسلامية، والمؤسسات السياسية المركزية للإيمان، مع جمهورية علمانية حديثة. كثير من المسلمين يتحسرون على دولة الخلافة. اتذكر انني استمعت الى اغنية هب هوب اسلامية بعنوان 1924 عن هذا الموضوع "سقوط الخلافة" تسمي كمال أتاتورك اسوء عدو للإسلام" ويبدوا ان اردوغان منهم


خدم الجيش التركي لعقود من الزمن بوصفه حامياً لجمهورية اتتاتورك العلمانية. عندما تخرج الامور عن المسار يتدخل الجيش بعملية انقلاب عسكري ويفعلون ذلك بشكل اكثر فعالية مما حدث ليلة الجمعة 16 يوليو. في اعقاب ذلك الحدث, اعتقل اردوغان مايقارب 6,000 جندي و 3,000 قاضي وموظف قانوني. من المشكوك فيه جداً ان الذين اعتقلوا على علاقة بالانقلاب( لو ان هذا العدد اشترك في الانقلاب لربما نجح الانقلاب) . طرد اردوغان ايضاً 15,000 موظف يعملون في التعليم الذين لاعلاقة لهم بالانقلاب. تم عزل وسجن عشرات الآلاف. صدرت الأوامر للأكاديمين الاتراك المسافرين للخارج بالعودة الى البلاد

يبدوا الامر وكأنه جنون العظمة. ولكن مايقوم به اردوغان حقاً هو القضاء على آخر بقايا الدولة التركية العلمانية, كما انه يشرع في تحويل تركيا الى دولة إسلامية. هو كمن يبني قصراً ضخماً ليوطد القوة ويعلي من شأن الاسلامين في مواجهة جميع انواع العلمانية.يبدوا انه يحاول استعادة الامبراطورية العثمانية ويلعب هو دور السلطان بها. في الواقع ان اردوغان نفسه من صنع هذه المقارنة (يعني بينه وبين السلطان العثماني)


بالعودة الى التاريخ عندما كان اردوغان عمدة مدينة اسطنبول قال "الديمقراطية مثل عربة النقل"القطار", عندما تصل الى محطة الوصول, تنزل منه" انتهى الاقتباس

غني عن القول ان مايحدث هو اخبار سيئة للغرب واروبا. لعدة عقود كانت تركيا حليفاً قوياً للناتو وتحرس الجناح الجنوبي ضد الاتحاد السوفيتي. تركيا لاتزال تمتلك ثاني اكبر جيش في الناتو. ولكن كم من الوقت سوف تبقى تركيا في حلف شمال الاطلسي اذا تحولت الى دولة إسلامية مع سياسة وسياسة خارجية تتعارض مع السلام والأمن في اوربا؟

 بعض القادة الاوربيون قد يعتقدون انه من الافضل وجود تركيا " ويقصد بها اردوغان" داخل الخيمة بينما يتبول الى الخارج منه خارج الخيمة ولكنه يتبول الى الداخل. (المقصود ان يكون اردوغان داخل مضلة حلف الناتو ويصدر مشاكلة للخارج افضل من ان يكون خارج الناتو يصدر مشاكلة للناتو). ولكن بالفعل علاقة تركيا مع اوربا محفوفة بالمخاطر بسبب مشكلة المهاجرين, وبسبب وجود ملايين من الاتراك الذي يعملون في المانيا ودول اوربية اخرى. في حالة العداء بين تركيا واوربا سوف يكونون مصدراً للتهديدات الامنية في داخل اوربا ولكن حتى بدون ذلك هم يشكلون مصدراً للقلق وانعدام الامن. ( كثير من الاتراك في داخل اوربا لايحبون اردوغان ولكن كثيرين ساروا في مسيرات من اجله ليلة نهاية الاسبوع في جمعةالانقلاب)


مع هذا الحدث (الانقلاب) ومع الاضطرابات الاخرى في جميع انحاء العالم, قال احد اصدقائي يبدوا اننا امام احد تلك الاحداث التي سوف تقود الى كتابة فصول جديدة في كتاب التاريخ. مع اقتراب تلك الاوقات الصعبة, سوف يكون من المهم للولايات المتحدة واصدقائها في الديمقراطيات ان يكون لديها القيادة الذكية والحكيمة على الارض


المصدر