Thursday, September 1, 2016

ماهو الاقتصاد السلوكي؟


جودي بيجز
خبير اقتصادي
نوفمبر 30-2015
ترجمة بن عاتق

الاقتصاد السلوكي, بطريقة ما, هو تقاطع علم النفس مع علم الاقتصاد. (في الواقع فان السلوك في الاقتصاد السلوكي يمكن وصفة بانه تماثل للسلوك في علم النفس السلوكي). من جهة, تفترض النظرية التقليدية الاقتصادية ان الناس عقلانيون, صبورين, روبوتات اقتصادية صغيرة تتقن حسابياً وتعرف بموضوعية ماهو الشي الذي يجعلهم سعداء ويقومون بالاختيارات تلك التي توسع من سعادتهم الى الحد الاقصى. ( حتى لو ان بعض الاقتصاديين التقليديين يعترفون ان الناس ليسوا بشكل مثالي يستطيعون توسيع منافعهم الى الحد الاقصى). الاقتصاديون المهتمين بالاقتصاد السلوكي, من جانب آخر, يعرفون جيداً- انهم يستهدفون تطوير نماذج التي تمثل الحقائق تلك التي تقول ان الناس مماطلين, ليسوا صبورين, وليسوا دائما اصحاب قرارات سليمة عندما تكون القرارت صعبة ( وفي بعض الاحيان يتجنبون اتخاذ القرارت بشكل كامل), يخرجون من طريقهم ليتجنبون مايعتقدون انه قد يكون خسارة, ويهتمون باشياء مثل العدل بالاضافة الى المنفعة الاقتصادية, وقرارتهم تخضع للتحيزات النفسية والتي تجعلهم يفسرون المعلومات بطريقة منحازة, وهلم جر


هذه الانحرافات من النظرية التقليدية ضرورية اذا اراد الاقتصاديون ان يفهموا تجريبياً كيف يقوم الناس بعمل قراراتهم حول مالذي سوف يستهلكون, او كم سوف يدخرون, والجهد الذي يبذلونه في العمل, ومدى التعليم الذي ينبغي ان يحصلوا عليه, الخ. علاوة على ذلك, لو ان الاقتصاديون يفهمون التحيزات التي يبديها الناس والتي تقلل من سعادتهم الموضوعية, لتمكن الاقتصاديين من وضع قبعة صغيرة سواء كانت الزامية او معيارية في اي سياسة او في النصح حول الحياة العامة


من الناحية الفنية, تم الاعتراف بالاقتصاد السلوكي لاول مرة في القرن الثامن عشر من قبل ادم سميث, عندما اشار الى ذلك ان النفس البشرية لاتخلوا من العيوب وبالتالي تلك العيوب في الشخصية البشرية قد تؤثر على قرارات الشخص الاقتصادية. تم نسيان تلك الفكرة تقريباً, ومع ذلك حتى فترة الكساد العظيم, عندما قام اقتصاديون مثل إيرفينغ فيشر وباريتو  في التفكير في ان العامل "البشري" في عملية صنع القرار الاقتصادي قد يكون تفسير محتمل لانهيار سوق البورصة في عام 1929 والأحداث التي جرت بعد

تولى الاقتصادي هيربرت سيمون رسيماً قضية الاقتصاد السلوكي في علم 1955 عندما صاغ المصطلح "العقلانية المحدودة" كوسيلة للاعتراف بان البشر لايملكون قدرات لانهائية في صنع القرارات (اعتقد يقصد ان قدرتهم في اتخاذ القرارت النهائية محدودة). للأسف، كانت أفكار سيمون لا تمنح في البداية الكثير من الاهتمام (على الرغم من سيمون ربح جائزة نوبل في عام 1978) حتى بضعة عقود من الزمان في وقت لاحق


ويعتقد في كثير من الأحيان  ان الاقتصاد السلوكي كحقل كبير من البحوث الاقتصادية قد بدأ مع عمل علماء النفس دانيال كاهنمان وعاموس تفيرسكي. في عام 1997, نشر العالمان ورقة بعنوان " نظرية الاحتمال" وهي اطار عمل حول الكيفية التي يأطر بها الناس النتائج الاقتصادية مثل الربح والخسارة وكيف يؤثر هذا التأطير على قرارت البشر واختياراتهم. نظرية الاحتمال, او فكرة ان الناس لايحبون الخسائر اكثر من محبتهم للربح, لا تزال واحدة من الركائز الاساسية للاقتصاد السلوكي, وهي تتفق مع عدد من التحيزات الملاحظة التي فشلت النماذج التقليدية للمنفعة والنفور من الخطر تفسيرها

قطع الاقتصاد السلوكي شوط طويل منذ العمل الاولي للعالمان كاهنمان وتفيرسكي- المؤتمر الاول للاقتصاد السلوكي عقد في جامعة شيكاغو في 1986, ديفيد لابسون اصبح رسمياً اول برفسور للاقتصاد السلوكي في علم 1994, وكرس ربع مجلة الاقتصاد الى قضية الاقتصاد السلوكي في 1999. يقول ذلك, ان الاقتصاد السلوكي لايزال حقل جديد جداً, لذلك هنالك الكثير لنتعلمه

المصدر
What Is Behavioral Economics?  


  


No comments:

Post a Comment